الاربعاء: ٢١/١٢/٢٠٢٢ – يبقى لطعم الإنجاز مذاقه الخاص، وتزداد نكهته حلاوة، حين يعتريه الجد والتعب وعرق الاجتهاد في الملعب، متجاوزا المعوقات والصعوبات للوصول إلى الهدف، في بداية تستحق تسميتها “من الصفر”، ليخرج أصحابها من رحم المعاناة إلى عالم النجومية.
زاوية “من الصفر” تقف في جديد محطاتها، عند أحد لاعبي الزمن الجميل للطائرة الأردنية الكابتن إسماعيل أبو دان، اللاعب المبدع في صفوف “طائرة” البقعة والمنتخبات الوطنية، والمدرب المجتهد لفئات البقعة والفريق الأول سابقا، والأكاديمي الدكتور، وأمين السر المساعد في مجلس إدارة اتحاد اللعبة الحالي، وعضو اللجنة الفنية في اتحاد غرب آسيا، لنسلط الضوء على تجربة ابن اللعبة، ونقدمه كأحد نماذج اللعبة المميزة عبر هذه السطور.
من المدرسة
يروي اللاعب والمدرب السابق وعضو اتحاد اللعبة حكايته مع كرة الطائرة إسماعيل أبو دان، التي عشقها صغيرا في مدارس وكالة الغوث، قائلا: “كنت في 13 من عمري، ولفتت انتباهي اللعبة التي كانت تحظى بشعبية في الحارات والمدارس والنوادي، ومارستها في مركز السنتر، متدرجا في الفئات العمرية حتى وصلت إلى صفوف الفريق الأول في نادي البقعة”.
وأضاف: “لعبت في الجيل الذهبي للكرة الطائرة بالبقعة، وعايشت زملاء ولاعبين كبارا في الأخلاق والأداء، أذكر منهم عوني الشطرات، بسام أبو حشيش، جمعة الدروبي، نصر الأخرس، وغيرهم من الأسماء التي نقشت اسم البقعة في الدوري، وعاصرت 3 أجيال انتقلنا من الملاعب الإسفلتية، إلى الصالات، وعشنا الفترة الذهبية، لاسيما الفترة 1994-2000، صحيح لم نظفر بالألقاب لقوة المنافسة من الوحدات، شباب الحسين، العودة، إلا أننا رضينا بالوصافة في مختلف المسابقات المحلية، لاسيما أعوام 1997 و1998 و2000”.
في الجامعة
ويجد فتى البقعة الذهبي، أن الجامعات كانت تضم خيرة لاعبي الأندية والمنتخبات الوطنية، وانتقلت المنافسة من الأندية إلى الجامعات، قائلا: “درست تخصص التربية الرياضية في الجامعة الأردنية، وكان لي الشرف في تمثيل الجامعة وكذلك منتخب الجامعات الأردنية، وعاصرت فيها من نجوم اللعبة لمختلف الأندية المحلية، لاسيما عصام جمعة، فهمي الإسكندراني، حسن حسونة، خلدون عوض، محمود حسين، وشاركنا في بطولات خارجية، وأذكر منها في روسيا التي خضنا فيها مباريات مع فرق الجامعات والأندية الروسية”.
رحلة وطنية
ويرى الكابتن أبو دان أن السعادة وشعور الفخر يتقدمان في الدفاع عن ألوان منتخبات الوطن، موضحا: “كان لي الشرف في أداء الواجب الوطني لمختلف فئات المنتخبات الوطنية؛ حيث لعبت لمنتخب الناشئين بالعام 1988، وشاركته الدورة العربية للمنتخبات التي جرت وقتها بالإسكندرية، تحت قيادة المدرب الكبير ماجد البكار، واستمررت في التنقل بين الناشئين والشباب، حتى حظيت بشرف اللعب للمنتخب الوطني الأول خلال الفترة 1988-1997، وخضنا وقتها العديد من البطولات العربية، إلى جانب الدورات واللقاءات الودية الدولية، لاسيما مع منتخبات العراق، الإمارات، فلسطين وسورية”.
وتابع: “زاملت نخبة من اللاعبين المميزين في مختلف صفوف المنتخبات الوطنية، وكنا نحفر بالصخر لتثبيت أنفسنا سواء في صفوف فرق الأندية أو المنتخبات، تبعا للمنافسة القوية بين الأندية ولاعبيها، ورغم قلة الإمكانيات، إلا أن الطريق إلى تشكيلات فرق الأندية وكذلك صفوف المنتخبات الوطنية، كانت دائما مزدحمة بأفضل الخامات وإمكانات ومهارات اللاعبين في مختلف مراكز اللعب، وتعيش اللعبة تراجعا كبيرا إذا ما قارنا بين الأمس واليوم، في ظل خطوات واسعة ملموسة وواقعية، قطعها اتحاد اللعبة برئاسة سمو الأميرة آية بنت الفيصل، لاستعادة ما يمكن من بريق اللعبة على صعيد الأندية والمنتخبات الوطنية للجنسين”.
محطات وذكريات
يوضح أبو دان “ذكريات اللعبة تطاردنا كلما التقينا ورفاق الزمن الجميل”، متوقفا عند أجمل محطاته مع كرة الطائرة التي اعتزلها لاعبا في العام 2000، مستطردا: “عشت محطات جميلة، وأتذكر أجمل المباريات التي لعبتها ضمن صفوف البقعة، عندما واجهنا الوحدات في نهائي كأس الأردن 1995؛ حيث تقدمنا بنتيجة 2-0، ومن ثم استطاع الوحدات معادلتنا 2-2، وسط أجواء من الشد والجماهيرية والتقلبات، لنخسر تلك المباراة بنتيجة 2-3”.
وتابع: “وكانت من أجمل المباريات التي لعبتها في صفوف المنتخب الوطني، تلك التي تجمعنا مع العراق على الصعيد الودي أو الرسمي، وأتذكر أجمل المباريات الودية التي جمعتنا بالعام 1994 في صالة جامعة اليرموك، وفزنا في تلك المباراة 3-2”.
المدرب والإداري
ويبين الكابتن أبو دان “بعد اعتزالي اللعب ولتعلقي الكبير باللعبة، توجهت إلى ميدان التدريب؛ حيث شاركت في العديد من الدورات المختصة سواء على صعيد الاتحاد المحلي أو القاري أو الدولي، وبدأت العمل تحت إشراف المدرب والإداري الأكاديمي المخضرم د.ذياب الشطرات في البقعة، وعملت ضمن الفئات العمرية بالعام 2000، وبعد 3 أعوام تواجدت في الإدارة الفنية للفريق الأول للبقعة في الفترة 2003-2011، واجتهدنا لنضع أساسا متينا، لكن دائما كنا نصطدم بقلة الإمكانات والدعم”.
وحول أسباب التدهور الكبير في مستوى الطائرة البقعاوية وهبوط الفريق إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، أجاب أبو دان: “الأسباب كثيرة ومتراكمة، وكما قلت سابقا قلة الإمكانات في المقام الأول، لكن الفجوة التي صنعت بسبب إهمال القاعدة، وعدم توفير المناخ الداعم والمحفز للمواهب والخامات المتعاقبة، أدت إلى هروب تلك الخامات إلى أندية أخرى بحثا عن الاستقرار المالي”.
