الاربعاء: ٢١/١٢/٢٠٢٢ –
لم يكن مونديال 2022 بقطر استثنائيا فقط في ظواهره أو في كونه الأول الذي يقام على أرض عربية، ولكنه كان كذلك في المواهب التي قدمها للملاعب، وهي أسماء تخطو خطواتها الأولى في عالم الشهرة، بداية من الحارس الكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش، وصولا إلى المهاجم الهولندي كودي جاكبو.
ولا يقتصر الهدف من المشاركة في الحدث الكروي الأكبر في العالم على المنافسة على اللقب أو تقديم أداء مشرف فحسب، بل إنه أيضا يعد “واجهة” العرض الأكبر لأي لاعب يرغب في تحقيق قفزة نوعية في مسيرته على المستويين الاحترافي والشخصي.
- دومينيك ليفاكوفيتش (27 عاما، حارس مرمى دينامو زغرب الكرواتي): ولعل من بين أبرز الأسماء التي تألقت في المونديال القطري هو الحارس الكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش الذي قدم بطولة ولا أروع ساهم فيها بشكل كبير في احتلال منتخب بلاده للمركز الثالث، ليعادل الإنجاز الذي حققه في نسخة 1998 في فرنسا.
وعلى مدار البطولة، تمكن الحارس الشاب من التصدي إلى 23 كرة من داخل الـ6 أمتار، من إجمالي 29، ليأتي فقط خلف البولندي المخضرم فويتشيك تشيزني الذي تصدى لـ26 كرة من نفس المسافة.
ولم يقتصر تألق حارس المنتخب الكرواتي على التسديدات القريبة أو حتى بعيدة المدى، بل إنه أيضا أظهر قدرات خاصة في التصدي لركلات الترجيح التي وصلت إلى 4 في البطولة، وكان سببا مباشرا في تنقل كرواتيا عبر الأدوار الإقصائية بداية من مباراة اليابان في ثمن النهائي التي خطف فيها الأضواء من الجميع عندما أوقف 3 ركلات من أمام تاكومي مينامينو وكارو ميتوما، ومايا يوشيدا، وواحدة ضد البرازيل في دور الثمانية من نجم ريال مدريد الإسباني الواعد رودريجو.
إلا أنه في مباراة نصف النهائي أمام الأرجنتين، اهتزت شباكه 3 مرات، من بينها ركلة جزاء، تسبب فيها هو شخصيا بعد الاصطدام بخوليان ألفاريز داخل المنطقة إثر خطأ فاعي.
ولا شك أن محادثته مع القائد ونجم كرواتيا، لوكا مودريتش، والتي انتشرت في النار كالهشيم قبل المونديال، والتي طالبه فيها بعدم الخوف، ومن بعدها أداؤه الرائع في البطولة، جعل الأحاديث تكثر في الآونة الأخيرة حول ارتباط اسمه بأكبر الأندية في القارة العجوز، حتى أن أسطورة حراسة المرمى في إسبانيا، إيكر كاسياس، لفت الانتباه منذ فترة إلى موهبة صاحب الـ27 عاما في تغريدة له في 25 أبريل/نيسان 2019.
وكتب بطل العالم مع إسبانيا في 2010 بجنوب أفريقيا في تلك التغريدة “لقد تابعت دومينيك ليفاكوفيتش هذا العام. هو يلعب مع دينامو زغرب الكرواتي، وعمره 24 عاما، إنه أمر مثير”.
ولعل ما يقرب الحارس الكرواتي من قطع خطوة أكبر في مسيرته، هو قيمته السوقية الحالية التي لا تتعدى الـ13.5 مليون يورو، وفقا لموقع BeSoccer للإحصائيات. - عز الدين أوناحي (22 عاما / لاعب وسط آنجيه الفرنسي): بدأت قصة صاحب القميص رقم 8 عندما لفت أنظار المدرب لويس إنريكي في الانتصار التاريخي لـ”أسود الأطلس” في ثمن النهائي على الجار منتخب إسبانيا بركلات الترجيح، حيث تحدث عنها بعد المباراة خلال المؤتمر الصحفي مشيرا إلى رقم قميصه دون أن يعرف اسمه.
وقال إنريكي “يا إلهي! من أين جاء هذا الشاب؟”، الذي كان قبل 18 شهرا من البطولة يلعب في أحد أندية الدرجة الثالثة في فرنسا، وكان أكثر لاعبي مواجهة ثمن النهائي أمام “الماتادور” ركضا داخل المستطيل الأخضر بإجمالي 14.715 كلم، وقطع 72 “سبرينت”.
وكان أوناحي بمثابة القوة الدافعة، والوقود المحرك لكل لاعبي المغرب، وكان أحد العناصر الرئيسية التي ساهمت في الإنجاز الفريد في المونديال ببلوغ نصف النهائي للمرة الأولى في البطولة لأي منتخب عربي أو إفريقي.
ورغم ما تقوله الأرقام، إلا أن سماته، وأسلوب لعبه، يقول إنه لاعب أكثر إبداعا، مع التزام الاسم البارز الآخر في البطولة، سفيان أمرابط، أكثر بالجانب الدفاعي.
ومع تبقي عام ونصف في عقده مع ناديه الفرنسي آنجيه، وبعد أدائه الراقي في كأس العالم، بات أوناحي محط أنظار العديد من أندية الليجا الإسبانية، والبريميير ليج في إنجلترا، مع اقتراب موعد الميركاتو الشتوي الذي سينطلق في غضون 13 يوما، ومع قيمته السوقية المنخفضة البالغة 6.7 مليون يورو. - إنزو فرنانديز (21 عاما/لاعب وسط بنفيكا): يمثل نجم منتخب الأرجنتين إنزو نموذج لاعب خط الوسط الحديث الذي يهيمن على أوروبا، وقد أظهر لياقة بدنية رائعة أمام كرواتيا في نصف النهائي، حيث ركض أكثر من 11.3 كيلومترا وأطلق تسديدة قوية وتمتع بذكاء كبير في الوصول إلى منطقة العمليات.
وفي بعض الأحيان، استخدمه مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني كلاعب وسط مدافع، لكن المركز الذي يقدم فيه أفضل أداء كان خط الوسط، وكذلك على اليسار، من أجل التمكن من التسديد بالساق المناسبة بالنسبة له.
وفي آب (أغسطس) الماضي، انتقل من ريفر بليت، إلى أوروبا حيث التحق ببنفكيا، الذي يهتم دائما بالمواهب في أميركا الجنوبية وبات النادي المثالي للتطور بالنسبة له.
ووقع النادي البرتغالي، الذي دفع 12 مليون يورو مقابل خدماته، مع النجم الأرجنتيني عقدا ممتدا حتى العام 2027 بشرط جزائي يبلغ 120 مليونا، ويمكن أن يظل في صفوفه فترة قصيرة في ضوء بزوغ نجمه بعد الفوز في مونديال قطر مع الأرجنتين.
وفي أيلول (سبتمبر)، ظهر لأول مرة مع المنتخب الأول، كما لعب في دوري أبطال أوروبا وأظهر نفسه للعالم في كأس العالم بعد تسجيل هدف رائع في مرمى المكسيك لتأكيد الفوز الذي أعاد الحياة للأرجنتين.
وإزاء هذا التألق حصد إنزو، الذي باتت قيمته السوقية تقدر حاليا بـ34.8 مليون يورو، ميدالية البطل وجائزة أفضل لاعب شاب في قطر 2022، لينهى كأس العالم لأول مرة بطريقة لا تقبل المنافسة. - محمد قدوس (22 عاما، لاعب وسط أياكس): وفي مونديال قطر، تجلى نجم الغاني محمد قدوس كلاعب وسط حديث، لؤلؤة أخرى، تلمع في صفوف أياكس الهولندي، الذي قدم 9 ملايين يورو في عام 2020 للحصول على خدماته قادما من نوردشيلاند الدنماركي.
من الضروري أن يستثمر النادي فيما يدر ربحا، سواء في البنية التحتية أو اللاعبين، وذلك أساس تألق أياكس، الذي يواصل كسب الأموال من اللاعبين الشباب.
في دوري الأبطال، ترك قدوس بصمته بالفعل، بعد التوقيع على أربعة أهداف وصنع هدفين في دور المجموعات، لكن كأس العالم وضعه في فلك آخر، بعد التوقيع على ثنائية في مواجهة كوريا الجنوبية وإظهار تألقه أمام الجميع، خاصة بعدما لعب كلاعب وسط وكمهاجم وكذلك مهاجم ثان.
وتشير الشائعات إلى احتمال انتقال قدوس الذي ارتفعت قيمته السوقية حاليا إلى 11.2 مليونا، إلى صفوف ليفربول، حيث يلعب قدوته ومثله الأعلى، تياجو الكانتارا (31 عاما).
وقال قدوس في مقابلة على موقع “أياكس” الإلكتروني عن نجم ليفربول والمنتخب الإسباني “عندما كنت طفلا، استمتعت بطريقة لعبه. أحب الإبداع والاستمتاع باللعب. أحيانا يلعب لاعب وسط دفاعي لكنه على الرغم من واجباته الدفاعية، لا يفقد الإبداع. أينما يلعب، يحقق دائما التوازن بين الدفاع والهجوم. هكذا أريد أن ألعب”. - كودي جاكبو (23 عاما، مهاجم آيندهوفن الهولندي): لم يحدث في تاريخ منتخب يتمتع بنفس القوة على ساحة كرة القدم مثل هولندا أن سجل لاعب في جميع المباريات الثلاثة بدور المجموعات، حتى وصل جاكبو إلى قطر العام 2022.
