أخبار المندوبين

الشبكات الاجتماعية والأبناء: كيفية الحفاظ على خصوصية العائلة في عالم مفتوح

د. أنس عضيبات

في عصرنا الحالي، أصبحت الشبكات الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولا يمكن تجاهل تأثيرها الكبير على الأفراد، وخاصة الأطفال والمراهقين، ومع توسع استخدام هذه الشبكات، أصبح من الضروري أن نولي اهتمامًا خاصًا لحماية خصوصية أفراد العائلة، كما تتيح هذه الشبكات لأبنائنا فرصة للتفاعل والتواصل مع العالم، لكنها أيضًا تعرضهم لمخاطر قد تكون غير مرئية في البداية، مثل التنمر الإلكتروني أو التطفل على المعلومات الشخصية.

ومن المهم أن يبدأ الوالدان في تربية أبنائهم على كيفية استخدام هذه الشبكات بحذر، كما يجب أن يتعلم الأطفال من سن مبكرة أهمية عدم نشر معلومات حساسة مثل العنوان الشخصي، رقم الهاتف، أو تفاصيل الحياة اليومية، وكما يجب أن يعرفوا كيف يتعاملون مع الإعدادات الخصوصية في الحسابات، وضبطها بشكل يضمن حماية البيانات الشخصية من الوصول غير المصرح به، فالتوعية المبكرة هي خط الدفاع الأول ضد المخاطر التي قد تترتب على الإهمال في هذه المسائل.

وبجانب التوجيهات الشخصية، يجب على الوالدين مراقبة نشاط أبنائهم على الشبكات الاجتماعية دون أن يكون ذلك مصدرًا للضغط، كما يمكن استخدام تطبيقات الرقابة الأبوية لضمان استخدام آمن للشبكات، ولكن دون انتهاك للخصوصية الشخصية أو إعطاء شعور بالمراقبة المستمرة، فالتواصل المستمر مع الأبناء حول ما يحدث على الإنترنت يعد أمرًا أساسيًا لبناء الثقة وتفادي وقوعهم في فخاخ الإنترنت الضارة.

ولعل إحدى الخطوات المهمة هي تعليم الأبناء كيفية التفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين على الشبكات الاجتماعية، بعيدًا عن السلوكيات السلبية مثل مشاركة الصور الشخصية أو الانخراط في جدالات غير ضرورية، ومن خلال تعزيز قيم الاحترام المتبادل والأمانة في التعامل على الإنترنت، يمكن للأبناء أن يشعروا بالأمان ويستمتعوا بتجاربهم دون التعرض لمخاطر قد تضر بهم، كما أن تشجيعهم على التفكير النقدي بشأن المحتوى الذي يشاهدونه أو يشاركونه يمكن أن يعزز قدرتهم على التمييز بين ما هو آمن وما هو ضار.

وفي النهاية، الحفاظ على خصوصية العائلة في عالم مفتوح يتطلب منا أن نكون على دراية تامة بكيفية عمل الشبكات الاجتماعية، وأن نكون مستعدين للتفاعل بشكل فعال مع التحديات التي قد تظهر، كما إن تربية الأبناء على المسؤولية الرقمية، وتوفير الأدوات اللازمة لحمايتهم، سيمكننا من ضمان بيئة آمنة لهم، حيث يمكنهم الاستفادة من هذه الشبكات دون التعرض لمخاطر قد تهدد خصوصيتهم أو أمنهم الشخصي.