
11-آب:
أكد الدكتور وليد خالد سلامة، رئيس فريق الإشراف على تأليف منهاج “المهارات الرقمية” في المركز الوطني لتطوير المناهج خلال برنامج “الأمن والمجتمع” والذي يبث عير أثير إذاعة الأمن العام، أن إطلاق هذا المنهاج يمثل تحولًا جذريًا في فلسفة التعليم بالأردن، إذ ينقل الطلبة من مجرد مستخدمين لأدوات التكنولوجيا إلى مواطنين رقميين منتجين وناقدين قادرين على الإبداع والابتكار.
وأوضح سلامة أن المنهاج بدأ تطبيقه الفعلي في العام الدراسي 2024/2025 في الصفوف السابع والتاسع والحادي عشر، وسيستكمل العام المقبل ليشمل الصفوف الثامن والعاشر والثاني عشر، يأتي ضمن خطة تطوير تربوية شاملة للصفوف من الأول وحتى الثاني عشر، ويحلّ محلّ منهاج الحاسوب التقليدي.
وأضاف أن الصفوف الأولى وحتى السادس حظيت بكتب أنشطة تفاعلية مدمجة مع مواد العلوم والرياضيات والدراسات الاجتماعية واللغة العربية، إلى جانب أدلة للمعلمين.
وبيّن أن المنهاج الجديد مبني على ثمانية محاور رئيسية تشمل أنظمة الحوسبة، أثر الحوسبة، الشبكات والإنترنت، الخوارزميات والبرمجة، تحليل البيانات، إنترنت الأشياء، الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي. وقد تم تصميمه وفق معايير دولية مع تكييف المحتوى ليتناسب مع الإطار الوطني الأردني واحتياجات الطلبة.
وأشار إلى أن تنفيذ المنهاج اعتمد على التعلم القائم على المشاريع، بحيث يربط المحتوى بواقع حياة الطلبة ويعزز مهارات التفكير النقدي والإبداعي، إضافة إلى الاهتمام بالأمن السيبراني والوعي الرقمي لمواجهة التضليل والمخاطر على الإنترنت.
ولفت سلامة إلى أن تدريب المعلمين شكّل تحديًا رئيسيًا، حيث أطلقت الوزارة برامج تدريبية موسعة ودعمتهم بمجتمعات تعلم مهنية ومنصات للتعلم الذاتي، لضمان تقديم المادة بأسلوب تطبيقي. كما أوضح أن تقييم الطلبة يعتمد على المشاريع الرقمية والاختبارات العملية، مع وضع معايير وطنية للكفايات الرقمية من المستوى المبتدئ حتى المتقدم.
وأضاف أن إعداد المنهاج تم عبر مراحل دقيقة، بدءًا من صياغة الإطار العام من قبل فريق من ذوي الخبرة، ثم إعداد المسودة الأولى، ومرورًا بمجموعات تركيز من المعلمين والطلبة، وصولًا إلى لجان المراجعة الوطنية التي تتأكد من ملاءمة المحتوى للأعمار والمراحل، ودقته العلمية، وتوافقه مع الرؤية الوطنية. وأكد أن هذا العمل تطلب جهدًا كبيرًا من مختلف القطاعات التعليمية، وأن إطلاق المناهج سيتم على مراحل، بحيث يشمل جميع الصفوف من الأول وحتى الثاني عشر بحلول عام 2026.
كما تحدث عن التحديات المتمثلة في تفاوت البنية التحتية بين المدارس والفجوة الرقمية بين المحافظات، مؤكدًا أن الوزارة تعمل بالشراكة مع القطاع الخاص لتزويد المدارس بالأجهزة وتوفير محتوى يعمل دون اتصال لضمان العدالة في الوصول إلى المعرفة.
واختتم الدكتور سلامة حديثه لأمن إف إم بالتأكيد على أن المنهاج سيخضع لمراجعات مستمرة لمواكبة التطورات التقنية، وأن الهدف النهائي هو تخريج جيل أردني واعٍ، مبتكر، ومؤهل للمنافسة في سوق العمل المحلي والعالمي في مجالات مثل تحليل البيانات، البرمجة، السياحة الرقمية، الزراعة الذكية، والأمن السيبراني
