
8-ايار
احتفلت محافظة الزرقاء امس ، بيوم المرور العالمي وأسبوع المرور العربي تحت شعار: “تمهل… أمامك حياة”، وذلك في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي، برعاية محافظ الزرقاء الدكتور فراس أبو قاعود، وبحضور قائد أمن إقليم الوسط العميد سفيان الربابعة ومدير شرطة الزرقاء العميد فهد أبو وندي ومدير شرطة لواء الرصيفة العميد بشار الدويري، ورئيس الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق في الزرقاء عامر الوظائفي، إلى جانب عدد من مديري الدوائر الرسمية وحشد من أبناء المجتمع المحلي.
وبين الدكتور أبو قاعود أن المملكة شهدت خلال الفترة من عام 2020 وحتى 2024 زيادة ملحوظة في أعداد المركبات، حيث ارتفع عدد المركبات المسجلة من قرابة 1.72 مليون مركبة إلى قرابة مليوني مركبة، أي بمعدل مركبة واحدة لكل ستة أشخاص، فيما رافق هذا الارتفاع تصاعد كبير في أعداد الحوادث، إذ قاربت تكلفة الحوادث المرورية خلال عام 2024 مليار دينار أردني.
وأكد أن الأردن من الدول العربية السباقة في إحياء هذه المناسبة، إدراكًا منه لأهمية التوعية المرورية، ومساهمة في الجهود الدولية الرامية إلى مواجهة تحديات المرور وما تخلفه من خسائر في الأرواح والممتلكات. ولم يغفل أبو قاعود الإشارة إلى “المشاهدات السلبية والمظاهر غير الأخلاقية” التي يمارسها بعض السائقين على الطرقات، والتي نراها يوميًا وتشكل خطرًا حقيقيًا، مشددًا على ضرورة أن لا يمر هذا اليوم دون وقفة تأمل ومراجعة للذات.
من جهته، أكد العميد فهد أبو وندي إلى أن هذه الجهود أثمرت عن نتائج ملموسة، حيث انخفض عدد الحوادث بنسبة تقارب 14%، فيما انخفض عدد الوفيات بنسبة تقارب 4% خلال الربع الأول من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، مؤكدًا أن مديرية الأمن العام لن تدخر جهدًا في سبيل حماية الأرواح وتطبيق القانون. وتم خلال الحفل عرض فيلم توعوي من إنتاج المديرية، يوثق بعض المخالفات الجسيمة التي تتسبب بالحوادث الخطيرة.
بدوره، كشف عامر الوظائفي، رئيس الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق في الزرقاء، عن أرقام صادمة تتعلق بالحوادث المرورية خلال عام 2024، حيث بلغ عدد الحوادث 190175 حادثًا، نتج عنها 543 وفاة و11950 إصابة، من بينها 855 إصابة بليغة نتجت عنها إعاقات دائمة تتطلب رعاية وعناية مستمرة من ذوي المصابين.
وأوضح الوظائفي أن هذه الأرقام، رغم فداحتها، شهدت انخفاضًا في عدد الوفيات مقارنة بعام 2023، ويعزى ذلك إلى تعديل قانون السير وتغليظ العقوبات بحق المخالفين، خصوصًا أولئك الذين يستخدمون الهواتف الذكية أثناء القيادة.
أما الخسائر الاقتصادية، فقد تجاوزت 958 مليون دينار أردني، وهو مبلغ – بحسب الوظائفي – كان الأجدر توجيهه إلى مشاريع تنموية كإنشاء المدارس والمراكز الصحية، خاصة وأن المملكة بحاجة سنويًا إلى بناء ما لا يقل عن 60 مدرسة.
وأشار إلى أن ما نسبته 10% من الحوادث التي أسفرت عن إصابات بشرية كان مرتكبوها من السائقين الحاصلين على رخص قيادة منذ أقل من ثلاث سنوات، ما يستدعي إعادة النظر في برامج التأهيل والتدريب للسائقين الجدد، لضمان مستوى أعلى من السلامة والمسؤولية على الطرقات.
وتخلل الاحتفال قراءات شعرية وطنية تجسد معاني المناسبة، واستحضارًا لروح المسؤولية تجاه الأرواح التي تُزهق على الطرقات. وفي ختام الحفل، كرّم راعي المناسبة عددًا من نشطاء الأمن العام والدفاع المدني، وأعضاء الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق، إلى جانب مواطنين أسهموا في نشر الوعي المروري وتعزيز ثقافة السلامة على الطرق.
