مقالات

استقلال الأردن: ٧٩ عاماً من السيادة أزهرت إرادة الأردنيين حرةً أبيّة

25-ايار

بقلم: احمد محمود العدوان / اذاعة الامن العام

في ذكرى يتجدد فيها المجدُ والفخار من كل عام، يحتفل الشعب الأردني في الخامس والعشرين من مايو بعيد الاستقلال التاسع والسبعين والذي كان نقطة تحول في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تم إعلان استقلال الأردن في هذا التاريخ عام ١٩٤٦، بعد انتهاء الانتداب البريطاني، ليؤسس الأردن دوره كدولة مستقلة ذات سيادة مطلقة.

مع حلول هذا التاريخ المتجدد من كل عام، يستذكر الأردنيون حكاية عز بدأت، ومسيرة بناء لا تنتهي، ونقطة تحولٍ مميزة وفارقة من عمرِ بداية الدولة الأردنية، أزهرت فيها إرادة الأردنيين حرةً أبيّة، ففي هذا اليوم، يحتفل أحرار الأرض باستقلالهم، وبدأ عهد جديد لوطنهم، عهدٌ عنوانه الكرامةُ والحرية.

احتفاءً بهذه الذكرى التاريخية التي تعاد من كل عام، يقوم أبناء الأردن بكافة أطيافهم وتنوعهم السكاني بذكرى الاستقلال، بإطلاق فعاليات وطنية في كافة المحافظات، كرفع العلم الأردني، وعروض جوية، واستعراضات ثقافية وترفيهية بالإضافة إلى تقليد الأوسمة الملكية لشخصيات مساهمة، ليعمّ جو من البهجة والسعادة بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الأردنيين.

بالرجوع إلى حقبة هذا اليوم الحاسم، لم يكن يوماً كأي يوم، فلقد كانت الأرض مع موعدٍ مع الفرح والسرور، وبلهفة انتظر أهلها لحظةً لم تكن لعقود أكثر من حلم، كانت وثيقة إعلان الاستقلال قد خُطت بحروفٍ من أمل، وكأنما يُخشى عليها من عيون الحاسدين.

حملها إبراهيم باشا هاشم، “رئيس الوزراء آنذاك”، إلى المجلس التشريعي، واستمع الحضور لما فيها من انتصار لإرادتهم، وأصداء لحرية تتردد عبر الزمن في كل عام من ذات التاريخ المتجدد، أخذ رئيس الوزراء الوثيقة إلى قصر رغدان العامر، وبفخرٍ من انتصرَ في معركةٍ شَقت وطالت أشواطها، وشحها الأمير المؤسس بتوقيعه السامي.

ثم عاد رئيس الوزراء بالوثيقة إلى المجلس التشريعي، وتلا ما فيها على ممثلي الشعب، وأعلن محمد باشا الشريقي، “وزير الخارجية آنذاك”، على الملأ ما فيها، ولما علموا أن الأردن قد اكتمل استقلاله، وأعلن البرلمان الأردني الملك عبد الله الأول ملكًا عليها، عمت البهجة في كل مكان.

على غرار يوم الحرية تم فيما بعد اتخاذ قرارات سيادية في عمر الدولة الاردنية كتعريب الجيش، ومشاركته في الحرب مع فلسطين، واصدار الدستور الاردني، وتطوير في الاقتصاد الاردني والاستقرار، والمشاركة في تاسيس جامعة الدول العربية، مما عكس التزام الاردن بمواصلة بناء الدولة الاردنية.

فصول في الكفاح وروايات في الفخر والاعتزاز سُطرت لتبقى رمزاً خالداً في عيون الأجيال، قد كتب تاريخها بنارِ البنادق ودمِ الشهداء.

إيذاناً بيوم الاستقلال، يتجدد عهد الأردنيين بحماية وطنهم والمساهمة في بنائه، مع الحفاظ على إرثهم الهاشمي الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، إذ يعتبرون هذا اليوم تعبيراً عن هوية شعب يؤمن بأن الأردن ليس مجرد أرض، بل قلب ينبض بالحياة والكرامة.

لم يأتِ الهاشميون إلى سدة الحكم كقوة غاشمة أو بانقلابٍ عسكري أو بعد سفكٍ للدماء، بل كانوا قد استقبلوا من قبل العشائر الأردنية استقبال المنقذ، واستقبال المرحب بهم، حاملين معهم الراية، وعاقدينها لهم محبةً وإخلاصاً على بناء وطنٍ يعكس آمال الشعب وطموحاته.