مقالات

ﻣﻴﻼد ﻗﺎﺋﺪ ﻋﻈﻴﻢ … وﻣﺌﻮﻳّﺔ دوﻟﺔ ﻋﺘﻴﺪة

الدكتور بشر هاني الخصاونة – رئيس الوزراء وزير الدفاع

يحتفــل الأردنيّون في الثلاثين من شــهر كانــون الثاني كلّ عــام، بعيد ميــلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحســين المعظّم– حفظــه الله – القائد الإنســان، الذي نذره المغفــور له – بــإذن الله – الحســين الباني لخدمــة وطنــه وأمته، فكان خيــر خلفٍ لخيرسلف، ومضى على نهج الآباء والأجداد، يقود مســيرة العز والفخرالأردني، بهمّة وعزيمة عزّ نظيرها.

ومــن دواعي الفخر، أن يتزامن عيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني التاسع والخمسين مــع احتفالاتنــا هذا العــام بمــرور مئة عام على تأســيس الدولة الأردنيّــة؛ وهي محطةّ تاريخية تبعث على الفخر والاعتزاز وتؤسّس لانطلاقــة جديدة نحــو أردن الغد الذي نريد فنبنــي على إرث الماضــي التليد ونعمل من أجل المستقبل متم سّــكين بمبادئنا وقيمنا، ملت فّين حول قيادتنا، معاهدين الله أن نبقى الأوفياء لها في خدمة وطننا الغالي وشــعبنا العزيز.

إنّ عهــد أبــي الحســين– حفظــه الله – زاخر بالبذل والعطــاء، رغم صعوبة المراحل وزخم التحديات، فالأردن يقع في ظلّ إقليم محفوف بالمخاطر، لم يشــهد اســتقراراً منذ عقود، وقد كانت الدولة الأردنيّة وسط هذه الظروف فــي عين العاصفــة، لأكثر من مرّة لكنها خرجت– بفضل الله–دائماً أقوى، وأكثرمنعة وقوة وصلابة وثقــة بالنفس، وأثبتت قدرتهــا علــى إدارة جميــع المراحــل بحنكة واقتدار، بفضل حكمة قيادتها،وتماسك أبناء وبنــات شــعبها وتضافر جهود مؤ سّســاتها وفــي مقدمتها قواتنا المســلّحة الباســلة –الجيــش العربــي–وأجهزتنــا الأمنيّــة، التي هي محطّ فخرنا وثقتنــا جميعا. وقد حقّقت جهــود جلالــة الملــك المعظّــم علــى مدى عقديــن ونيّف، نقــلات نوعيّة في مســيرة الدولــة الأردنيــة الحافلة؛ فقد طــوّع جلالته بإرادته الصلبة كل الصعاب،وصاغ في أحلك الظروف حروف الإنجاز، وأرسى سفينة الأردن على برّ الأمان،وســط أمــواج عاتية أتت على سائر محيطنا؛وبقي وطننا العزيز بفضل الله شامخا،باســقا،يفيء إليــه الأردنيّون الكرماء ويحتضــن الأشقـــــاء والأصدقاء،ويحظــى باحترام العالم أجمع.

إن عيــد ميــلاد جلالــة الملــك المعظّــم وتزامنــه مع مئويــة الدولــة الأردنيّــة لهذا العام،فرصــة لتعظيــم المنجــز الوطنــي واستحضار الماضي بأمجاده وتاريخه المشرّف والوقوف على الحاضر المليء بالإنجازات، رغم عِظَم التحدّيات، والتخطيطٌ من أجل مستقبل مشرق،بإذن الله؛ بقيادة ملهمة، وبالتفاف الأردنيين من حولها.

وفي هذه المناسبة الغالية، نستحضر الرؤى الملكيّة السامية ونلتزم بها عهداً ووعداً؛ فخدمة المواطن شرف، وهي في صدارة أولويّاتنا،باعتباره هدفَ التنمية ومحورها،وشريكاً رئيساً وفاعلاً في كلّ مراحل التخطيط والعمل؛ وهو ما ننظر إليه على أنّه واجبٌ ومسؤوليّةٌ كبرى نجتهد في تنفيذها،برّاً بالقسم، والتزاماً بالمسؤوليّة.

ومع انبلاج فجر التاسع والخمسين من عمر جلالته المديد، بارك الله في عمره وأعزّ ملكه؛نجدّد البيعة،ونؤكّد عقد الوفاء الأبديّ لآل هاشم الأطهار،موقنين بأن وطناً منّ الله عليه بقيادة تنتمي إلى بيت النبوّة والرسالة؛هو وطنُ الخير،وهو بألف خير معاهدين الله أن نبقى السند والعون لجلالته من أجل خير الأردنّ العزيز، وخير الأمّتين العربيّة والإسلاميّة، ضارعين إليه تعالى، أن يحفظ وطننا وقيادتنا وشعبنا وأن يديم هذه المسيرة المباركة تحت ظلّ الراية الهاشميّة المظفّرة.

وكلّ عامٍ وأنتم بخير