منوعات

ندوة علمية تستعرض عجائب الأردن السبعة في المئوية الثانية للدولة

اليوم الأحد 30-6-2024 : أقيمت يوم أمس الجمعة، ندوة علمية ثقافية في الصالون العلمي الثقافي في عمّان، حول عجائب الأردن السبعة خلال المئوية الثانية للدولة الأردنية.

وقدّم الدكتور مهدي العلمي أهمية إرث الأردن ونتائج الاكتشافات الجديدة في مجال الإرث الحضاري والسياحي، كما رحب بالمشاركين.

وتناول المحاضر الرئيس في الندوة، الدكتور محمد وهيب من الجامعة الهاشمية، المواقع والأماكن والطرق التي تُعتبر مصادر علمية وثقافية وحضارية في المئوية الثانية للدولة الأردنية.

وعرض الدكتور وهيب المنهجية العلمية التي يتم من خلالها توثيق الاكتشافات الجديدة وفق قواعد البحث العلمي واستخدام التقنيات الحديثة في مجال التصوير الجوي، بالتعاون مع عدة جهات محلية، من أبرزها صندوق البحث العلمي في وزارة التعليم العالي ووزارة السياحة والآثار، الجامعات الأردنية، المجتمعات المحلية، والعديد من الهيئات الثقافية مثل اتحاد الكُتاب والأدباء الأردنيين، واتحاد المؤرخين وغيرهم.

وخلال العرض الذي قدمه باستخدام الشرائح الملونة، تحدث عن اكتشاف “سور الأردن العظيم” الذي يبلغ طوله 150 كم، مؤكداً أنه يُعتبر مصدراً هاماً للسياحة في الأردن، بالإضافة إلى اكتشاف “سور الحلابات” بطول 9 كم، واكتشاف “سور أدر” في الكرك الذي يتجاوز طوله 3 كم، مع الأخذ بعين الاعتبار سور “عين غزال” في عمان، الذي وصفه الباحثون الغربيون بأنه سور عظيم يعود للعصور الحجرية.

وأشار الدكتور وهيب إلى أن الأردن الآن يمتلك نوعاً جديداً من السياحة يسمى “سياحة الأسوار”، والحاجة ماسة لتطويره.كما تناول اكتشاف مسار طريق الحرير العالمي عبر الأردن، واكتشاف طريق البخور الدولي الذي كان مركزه البتراء، واكتشاف طريق الإيلاف القرشي الذي يُعتبر مهماً على مستوى إقليم الشرق الأوسط، حيث تم تتبع محطاته ضمن مساراته الثلاثة: مسار البادية الأردنية، مسار المرتفعات، ومسار الأغوار، مشيراً إلى أن قبيلة قريش أسست في الأردن العديد من المحطات للقوافل التجارية منذ العصر البيزنطي مروراً بالعصر الإسلامي.

ومن أبرز تلك المحطات محطة أيلة/العقبة، غرندل، بئر مذكور، وفرع اتجه إلى غزة هاشم على شاطئ البحر المتوسط، كما أشار لمحطات طلاح، ليفياس، بقنس (ضيعة أبو سفيان) واليزيدية عبر وادي أم السرج والحور إلى المضرية، جريش وعليقون، وبعد عبور نهر الزرقاء تتجه القافلة إلى جرش التي وصلها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بقافلة خديجة بنت خويلد مرتين.

وذكر أن فريق العمل يستهدف مسارات الصحابة في الأردن أيضاً، مثل المسار العمري للخليفة عمر بن الخطاب، ثم تتجه القافلة نحو بصرى عبر المفرق.

تناول الباحث أيضاً اكتشاف البقايا الديناصورية والحاجة إلى متحف للتاريخ الطبيعي في الأردن ليعكس الاكتشافات، ومنها اكتشاف عظام أضخم طائر زاحف في العالم في مناجم فوسفات الرصيفة، والذي ما زال يتربع على عرش طيور العالم بضخامته، وكذلك اكتشاف طاحونة من أجزاء فم ديناصور في الضليل، واكتشاف أجزاء ديناصور في البادية الأردنية يبلغ طوله 12 متراً، وأيضاً اكتشاف أسنان ديناصور في موبص قرب منطقة أبو نصير.

وختم حديثه بعرض اكتشاف كل من حضارة ديار النبي لوط، وحضارة مدين النبي شعيب باستخدام منهج الإعجاز القرآني في علم الآثار، حيث أكد البحث العلمي ظهور ديار النبي لوط في الأغوار الجنوبية من خلال الدراسات والفحوص المخبرية التي أكدت دمار تلك الحضارة خلال العصر البرونزي المبكر، أي ما يعادل 2400 عام قبل الميلاد، وظهرت بقاياها في باب الذراع، تل النميرة، النقع، وفيفا.

أما حضارة مدين فقد ظهرت آثارها في بلدة مدين في الكرك، وليس بعيداً عن ديار النبي لوط، حيث ما زالت خربة مدين الكبرى، ونبع مدين المشهور ماثلين للعيان حتى يومنا الحاضر بعد أن دُمرت حوالي عام 1650 قبل الميلاد خلال العصر البرونزي المتوسط – الأخير.

وأكد أن فريق البحث العلمي قد توصل إلى موقع أصحاب الأيكة الذي أصابه حريق عظيم خلال نفس فترة خراب مدين في العصور البرونزية المتوسطة إلى الأخيرة.

دار نقاش بين الحضور حول تطوير هذه الاكتشافات وترويجها وتسويقها، واستفادة المجتمعات المحلية من ثمارها كونها اكتشافات ذات أهمية على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، وأنها تشكل المصادر الرئيسية للسياحة الأردنية خلال المئوية الثانية للدولة الأردنية.