رياضة

متى ينتقل “النشامى” من مقاعد المتفرجين إلى قائمة المشاركين في المونديال؟

الخميس: 1/12/2022 – لعل السؤال الأكثر إلحاحا وأهمية ويجول في خاطر جماهير الكرة الأردنية، عقب متابعتهم لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر، يتمثل بمعرفة فيما إذا كان النشامى يمتلك فرصة -مهما كان حجمها- الظفر بسباق الحصول على مقعد بين 48 منتخبا ستشارك في النسخة المقبلة من كأس العالم 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك “استضافة مشتركة”.
ومن المؤكد أن جماهير الكرة الأردنية، يشعرون بالحزن وخيبة الأمل، جراء استمرار تواجدهم في صفوف المتابعين لمباريات المونديال في المقاهي وخلف الشاشات، مع استمرار السقوط المتكرر للمنظومة الكروية في الاختبارات الخططية والفنية، وتحول “النشامى” لحقل تجارب على مستوى الأجهزة الفنية المتعاقبة، التي أسهمت في تراجع اللعبة وتصنيفها؛ حيث أصبح المنتخب الوطني يحتل المركز 84 عالميا، بعدما كان ذات يوم يحتل المركز 37 عالميا والخامس آسيويا في أفضل مركز يتحقق للنشامى.
وأجاب مدربون ولاعبون، في تصريحات لـ”الغد”، عن إمكانية تحول لاعبي المنتخب الوطني من متفرجين إلى مشاركين في المونديال المقبل، مشيرين إلى أن ذلك يحتاج بالدرجة الأولى للتخطيط الصحيح.
وكشف المدرب الوطني جمال أبو عابد، أن تحقيق هدف التأهل لكأس العالم، يحتاج إلى تخطيط صحيح مع وجود دوري محلي تنافسي وقوي، مشددا على ضرورة التعامل مع الواقع الكروي للأردن بعيدا عن إطلاق العنان لسقف الأمنيات.
ويشير: “علينا الاستفادة من التجارب المحيطة بنا على مستوى المنطقة الآسيوية، ودراسة أسباب نجاحهم ووصولهم المتكرر للمونديال، فربما امتلاك هذه الدول لمسابقة محلية قوية ومحترفين على مستوى عال وتوجيه صحيح للاعبيهم فيما يتعلق بالاحتراف الخارجي، يجعلهم يقارعون كبار العالم في المونديال”.
واختتم: “لدينا جيل مميز، لكن يتوجب علينا إيجاد آلية لصقله وإدخاله في منافسات قوية ومنتظمة، للوصول إلى كأس العالم، وهذا يتطلب وجود تخطيط صحيح وتنظيم أمور اللاعبين ومعالجة الأخطاء السابقة”، مؤكدا أن انحصار المنافسة على لقب الدوري بين 4 فرق وبقاء صراع الهبوط معلقا بين 8 فرق، لا يلبي مستوى الطموح للتطوير.
وربما تواجد منتخبات في مونديال قطر بحجم الإكوادور، التي لا تضاهي إمكانيات الأردن، إلى جانب تواجد منتخبات أخرى سبق للأردن تبادل الفوز معها وإحراجها كرويا، أمثال: اليابان وأستراليا وإيران، يؤكد أن المهمة ليست صعبة للغاية، لكنها تفرض على النشامى البحث عن خدمة وتطوير أنفسهم قبل انتظار خدمات الآخرين.
وكان المنتخب الوطني قريبا من تحقيق حلم التأهل لكأس العالم، في مباراة الملحق المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، لكن الخسارة بالخمسة ذهابا في عمان بددت الحلم، رغم التعادل السلبي في مونتيفيديو، ليبقى حلم التأهل يراود الأردنيين، وإن سبق تواجد الأردن “سفير العرب” في مونديال الشباب العام 2007 في كندا، فما قدمه اللاعبون آنذاك عكس مدى تطور الكرة الأردنية، التي أثبتت تواجدها مع منتخبات مجموعتها بجانب إسبانيا وزامبيا والأوروغواي، التي كانت تمثل مختلف المدارس الكروية في ظل فارق الإمكانات والقدرات الفنية والبدنية.
ويؤكد نجم المنتخب الوطني للشباب في مونديال كندا، عبدالله ذيب، أن العائق المادي وصعوبات التزام الأندية بدفع الرواتب، يؤثران على دافعية اللاعبين لاستخراج أفضل ما لديهم، وبما ينعكس على أدائهم سلبا مع النشامى.
وأشار: “ينقصنا الكثير إلى جانب الأمور المالية، ومنها ضعف الاهتمام بفرق الفئات العمرية، التي يمكن حصد نتائجها على المدى الطويل، كما نفتقد للتخطيط الصحيح وتهالك البنية التحتية، وإن بدأت مؤشرات تظهر على تحسنها”، مشددا على أن نظام البطولات يجب أن يسخر لخدمة المنتخبات الوطنية من خلال زيادة عدد المباريات.
وأضاف: “نمتلك جيلا مميزا من اللاعبين، وهناك مواهب بدأت تبرز وتتمتع بثقافة احترافية على مستوى عال، لكننا بحاجة إلى تذليل الصعوبات كافة لتحقيق حلم التأهل”.
وحظيت تجربة النشامى الودية الأخيرة مع إسبانيا، التي خسرها المنتخب الوطني 1-3، باحترام الإسبان قياسا بحجم الإمكانيات، خاصة وأن “الماتادور” استهل المونديال بفوز عريض على كوستاريكا (7-0)، وتعادل إيجابي مع ألمانيا (1-1)، لكن هدف التواجد في المونديال المقبل يتطلب وجود مشروع وطني حقيقي يتخلله توفير دعم من القطاعين العام والخاص، لخوض مباريات كبيرة كمحطات إعدادية مع مختلف المدارس، إلى جانب تطوير المسابقات المحلية، فضلا عن إيمان اللاعبين بقدراتهم.
ويرى المحلل الرياضي والمدرب الوطني طارق الكرنز، أن رياضة كرة القدم الأردنية تفتقد إلى التخطيط الصحيح، منذ انتهاء فترة الراحل المصري محمود الجوهري، لافتا: “كرة القدم تحتاج إلى بنية تحتية وملاعب بمواصفات عالمية وفئات عمرية تخدم أهداف التطوير، وتعديل على روزنامة البطولات المحلية، يجب علينا أن نمتلك عقلية احترافية تتناسب مع هدف التأهل لكأس العالم”.
وأضاف: “نحتاج إلى جهاز فني بفكر جديد يسهم في تطور كرة القدم الأردنية، الجيل الحالي من أفضل الأجيال المتعاقبة على الكرة الأردنية، استنادا إلى وجود وفرة فنية كبيرة في مختلف مراكز اللعب، لكن ينقصنا التخطيط الصحيح والدعم المادي”.
ومن جانبه، كشف المدرب الوطني جمال محمود، أن الأردن أمام خيارين من أجل المشاركة في كأس العالم؛ أولهما يتعلق بزيادة عدد المنتخبات المشاركة، والثاني يتمثل بإعادة صياغة أوراق البطولة المحلية وإعداد الأجندة بصورة منتظمة، فضلا عن تطوير المنظومة الكروية بدءا من الفئات العمرية وانتهاء بالفريق الأول.
وشدد: “نحتاج إلى تخطيط صحيح، لدينا مواهب على مستوى عال، وبإمكاننا وضع خطة لأربع سنوات أو على مدى أطول لضمان التواجد في المونديال، لكنني أؤكد أنه يتوجب علينا إعادة صياغة الأوراق وترتيب البيت الداخلي كاملا”.
ويحتاج النشامى إلى وقوف الجميع خلفه بالمرحلة المقبلة، للشد من أزره ورفع معنوياته، بحثا عن تحقيق هدف التأهل للمونديال، أملا باستعادة صورته الطيبة وثقة الجماهير به خلال مشوار التصفيات المقبل، الذي لا مكان فيه إلا للأقوياء، أما المنتخبات الضعيفة فإنها ستودع مبكرا، وتنتقل لمرحلة متجددة من تصفيات كأس آسيا، ليبقى الحكم الأردني عوني حسونة، الوحيد الذي حظي بتمثيل الأردن في كأس العالم حتى الآن، وتحديدا بنسخة العام 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية.(الغد)