الصحة و الأسرة منوعات

كيف تضر المثلجات بجودة نومك؟

المثلجات (الآيس كريم) من أكثر الحلويات شعبية حول العالم، ومن المعروف أن لها آثارا سلبية، مثل زيادة الوزن ورفع خطر الإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل، إلى جانب الإضرار بميكروبيوم الأمعاء. ومع ذلك، لا يعلم الكثير من الناس أن تناول المثلجات قد يؤدي إلى الإخلال بأنماط النوم أيضا.
ففي تقرير نشرته مجلة “إيت ذيس نوت ذات” (Eat this, Not that) الأميركية، أشارت الكاتبة سامانثا بوش إلى أن البحوث بشأن العلاقة بين ما نأكله وجودة نومنا ما تزال مستمرة، لكن العديد من الدراسات وجدت أن التغذية تلعب دورا في ضمان مدى الحصول على قسط جيد من الراحة أثناء الليل.
ووفقا لدراسة نشرتها دورية جمعية القلب الأميركية العلمية (Journal of the American Heart Association)، فقد تم الربط بين الحميات الغذائية التي تحتوي على عدد كبير من السعرات الحرارية (خاصة تلك التي مصدرها السكر المضاف) مع انخفاض جودة النوم، وبشكل أخص، وجدت أبحاث حديثة أن السكر المضاف يشكل عاملا أساسيا في التأثير بالنوم.
في العام 2019، نشرت “الدورية الأميركية لطب نمط الحياة” (American Journal of Lifestyle Medicine) دراسة استخدمت الاستبانات ومذكرات الحميات الغذائية، وتوصلت إلى أن عددا قليلا جدا من الطلاب أبلغوا عن حصولهم على “نوم جيد” بعد تناول وجبات غذائية غنية بالسكر المضاف، وفي “دورية طب النوم السريري” (The Journal of Clinical Sleep Medicine)، وجدت دراسة أخرى أن السكريات المضافة تسفر عن نوم خفيف تتخلله العديد من الانقطاعات طوال الليل.

لماذا يسبب تناول الكثير من السكر مشاكل في النوم؟
إن تناول السكر قبل النوم يمكن أن يعطل إيقاعات المعالجة الطبيعية في جسم الإنسان. وبفضل إيقاع الساعة البيولوجية، فإننا نحصل على قسط أفضل من الراحة عندما تنخفض درجات حرارة أجسامنا وتزداد مستويات الميلاتونين لدينا، وعادة ما يحدث ذلك في وقت لاحق من المساء، ما يحفز حالة طبيعية من النعاس وفترة من النوم العميق.
وفي دراسة نشرتها دورية “الإيقاعات البيولوجية” (Journal of Biological Rhythms)، قام مجموعة من الرجال ذوي عادات نوم منتظمة بتناول وجبات ليلية غنية بالكربوهيدرات والسكر، فوجدوا أن معدل ضربات القلب ودرجة حرارة أجسامهم ارتفعت لمدة تصل إلى 8 ساعات عقب ذلك، وهذا مثال على الآلية التي يؤدي بها استهلاك المزيد من السكر والكربوهيدرات إلى إبطاء إيقاع الساعة البيولوجية، ما يسفر عن ضعف في نوعية النوم.