
23-كانون الاول:
عُقدت في جامعة الحسين بن طلال، اليوم، جلسة حوارية على مدرج عمادة شؤون الطلبة، تناولت موضوع حروب الوعي والاستهداف الإعلامي ومخاطر الشائعات على الأمن الوطني، بحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عاطف الخرابشة، وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، ومشاركة واسعة من طلبة الجامعة.
وجاءت الجلسة بتنظيم من فريق كلنا خلف القيادة الهاشمية، وأدارها الأستاذ محمد النسعة، فيما تحدث خلالها معالي العين محمد داودية عن التحولات العميقة في طبيعة الصراعات الحديثة، مؤكدًا أن الحروب لم تعد عسكرية تقليدية فحسب، بل تحولت إلى حروب إعلامية واقتصادية تستهدف الوعي الجمعي، وبشكل خاص فئة الشباب.
وأوضح داودية أن الأردن يتعرض لحملات منظمة لبث الشائعات والتضليل عبر منصات التواصل الاجتماعي، تقف خلفها جهات معادية تستخدم آلاف الحسابات الوهمية للإساءة إلى الدولة الأردنية ومؤسساتها وقيادتها، مشددًا على أن الوعي والتثبت من المعلومة يشكّلان خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الحملات، انسجامًا مع القيم الدينية والوطنية التي تحث على التحقق وعدم الانسياق خلف الأخبار غير الموثوقة.
وأشار إلى أن طبيعة هذه الحملات تقوم على التضليل المنهجي وصناعة الأخبار الكاذبة، مستشهدًا بمحاولات تشويه مبادرات وطنية، واختلاق روايات مضللة تتعلق بالقضية الفلسطينية ورفض التهجير، وربط الأردن بمشاريع وهمية، مؤكدًا أن خطورة الإشاعة تكمن في سرعة انتشارها وصعوبة نفيها بعد ترسّخها في أذهان المتلقين.
وبيّن أن مواقف الأردن الثابتة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، تجاه القضية الفلسطينية ورفض التهجير، ودفاعه عن الرواية العربية في المحافل الدولية، جعلته هدفًا مباشرًا لحروب إعلامية ممنهجة، معتبرًا أن ما يتعرض له الأردن هو ثمن لموقفه القومي والسياسي المشرف.
من جهته، أكد رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عاطف الخرابشة أن التصدي للإشاعات مسؤولية وطنية جماعية، تتحملها القيادات السياسية والمؤسسات الرسمية والإعلامية، إلى جانب دور الشباب، مشددًا على أهمية الشفافية وسرعة إيصال المعلومة الصحيحة للرأي العام، والدفاع عن الأردن في مواجهة مختلف التحديات، وفي مقدمتها الإشاعات ومحاولات التشكيك.
وأضاف الخرابشة أن الجامعات الأردنية تشكّل بيئة حاضنة لتعزيز الوعي الوطني، من خلال بناء شخصية الطالب القادرة على التفكير النقدي، والتمييز بين الحقيقة والتضليل، بما يسهم في حماية المجتمع من محاولات الاستهداف الخارجي.
كما ألقى رئيس فريق كلنا خلف قيادتنا الهاشمية، هاشم السعايدة آل خطاب، كلمة أكد فيها أن تنظيم هذه الجلسة الحوارية يأتي انطلاقًا من الإيمان العميق بدور الشباب في حماية الوعي الوطني، وضرورة تمكينهم بالمعرفة والأدوات التي تساعدهم على مواجهة حملات التضليل والشائعات التي تستهدف الأردن واستقراره. وأوضح أن الفريق يعمل بروح وطنية خالصة، وبشراكة فاعلة مع المؤسسات الرسمية والأكاديمية، لترسيخ قيم الانتماء والولاء للقيادة الهاشمية، وتعزيز ثقافة التحقق من المعلومة، وعدم الانجرار خلف الخطاب المضلل الذي يسعى إلى النيل من وحدة المجتمع الأردني. وأضاف أن الوقوف خلف القيادة الهاشمية ليس شعارًا، بل ممارسة واعية ومسؤولية وطنية تتجسد في الدفاع عن الوطن بالحكمة والعقل، ونشر الخطاب الإيجابي الذي يعكس حقيقة الأردن ومواقفه المشرفة.
وتناول المتحدثون دور الإعلام الرسمي والمؤسسات الوطنية في مواجهة الشائعات، مشيرين إلى إطلاق استراتيجية وطنية لمكافحة الإشاعات تهدف إلى رفع منسوب الوعي، خاصة لدى الشباب، مع التأكيد على ضرورة تطوير أدوات إعلامية أكثر فاعلية وسرعة لمواجهة الحملات المعادية ودحض الأكاذيب.
وفي ختام الجلسة، دعا المشاركون إلى تكاتف الجهود بين المؤسسات الرسمية والشباب لتعزيز الوعي الإعلامي، وحماية النسيج الوطني، وترسيخ الثقة بالدولة الأردنية وقيادتها الهاشمية، مؤكدين أن الأردن، رغم التحديات، أثبت عبر تاريخه قدرته على الصمود وتجاوز الأزمات والاستمرار.
