
د. انس عضيبات
تعد مشاكل النوم من القضايا الشائعة التي يواجهها الأطفال في مراحلهم المبكرة، وقد تؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية والجسدية، حيث يواجه العديد من الأطفال صعوبة في النوم بشكل مستمر أو يعانون من اضطرابات مثل الأرق أو انقطاع التنفس أثناء النوم، حيث تؤثر هذه المشاكل على جودة النوم، مما ينعكس على أدائهم الدراسي والسلوكي.
وتأثير النوم غير الكافي على التعلم واضح، حيث أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين لا يحصلون على النوم الكافي يعانون من ضعف التركيز والانتبا، وفي المدارس، قد يظهر الأطفال الذين يعانون من قلة النوم انخفاضاً في قدراتهم على الاستيعاب وحل المشكلات، مما يؤدي إلى تدني الأداء الأكاديمي وتراجع النتائج الدراسية.
علاوة على ذلك، فإن النوم الغير منتظم قد يتسبب في تقلبات المزاج السريعة لدى الأطفال، وقد يظهرون سلوكيات غير منضبطة أو عصبية، ما يجعل من الصعب عليهم التفاعل بشكل إيجابي مع أقرانهم أو مع المعلمين، وتؤثر هذه السلوكيات على بناء علاقات اجتماعية سليمة وتزيد من احتمالية حدوث مشكلات في سلوكهم العام.
كما تعتبر الساعة البيولوجية للطفل عاملاً مهماً في تعزيز عملية النوم، حيث يحتاج الأطفال إلى جدول نوم منتظم يتيح لهم النوم العميق والمريح، كما يؤدي النوم المتقطع أو غير المنتظم إلى اضطراب في تلك الساعة البيولوجية، ما ينعكس سلباً على المزاج والتركيز ولذا فإن تنسيق وقت النوم مع الجدول الزمني اليومي يعزز من نومهم ويؤثر بشكل إيجابي على سلوكهم وأدائهم.
من الضروري أن يتعلم الأهل كيفية معالجة مشاكل النوم بشكل فعال من خلال توفير بيئة نوم هادئة ومناسبة للأطفال، ويمكن أن تشمل بعض الإجراءات التي يوصي بها الأطباء تقليل استهلاك المنبهات مثل الكافيين أو استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، علاوة على ذلك، يمكن أن تساعد الأنشطة المهدئة مثل القراءة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة في تعزيز نوم الطفل.
في الختام، فإن النوم الجيد ضروري لتطور الأطفال المعرفي والسلوكي، كما إن توفير بيئة نوم سليمة واتباع عادات نوم صحية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تعلم الأطفال وسلوكهم، لذلك يجب على الأهل والمعلمين العمل سوياً لضمان توفير ظروف نوم ملائمة تساهم في تحسين حياة الأطفال اليومية وأدائهم الأكاديمي.
