مقالات

“دورة الشرطي الصغير”

30-تشرين الاول

بقلم العريف : محمد معن العدوان
إدارة الإعلام والشرطة المجتمعية

في دورة الشرطي الصغير الأحبّ إلى قلبي، وبين أبطال المستقبل، أدركت أنني لم أكن هناك لأُعلِّمهم فقط… بل كنت أتعلم منهم في كل لحظة كنت أظن أن دوري هو تدريبهم وتأهيلهم، فإذا بي أكتشف في عيونهم شغفًا نقيًّا، ورغبةً صادقة بأن يكونوا جزءًا من رجال الأمن العام، لا حبًّا بالمظهر فحسب، بل عشقًا عميقًا للفكرة… للانتماء، وللبطولة.

لا أنسى تلك اللحظات حين أصل صباحًا، فأراهم مصطفّين بانضباطٍ جميل، ووجوههم تتلألأ بالحماس، وعيونهم تفيض بالعزيمة ، مشهدٌ يجعل البدن يقشعر، ويملأ الروح طاقةً مضاعفة تدفعك لأن تبذل أكثر، وتمنح دون حساب ورغم الفارق العمري والتباعد الذهني، إلا أن حبّ الشعار والجيش كان الرابط الأقوى… يوحّد الشعور والانتماء.

تعلّمنا منهم كما علّمناهم، وصرنا عائلةً صغيرةً جمعها الحلم ذاته ، أحبّوا رجال الأمن العام، وتعلّموا كيف يكون الشرطي حازمًا ومنضبطًا، وفي الوقت نفسه إنسانًا ينشر الوعي والرحمة في كل مكان.

خلّفنا في قلوبهم أثرًا لا يُمحى… وتركوا فينا ذكرى أبدية، ستظلّ حاضرةً كلما رأينا فيهم ملامح رجال الأمن الذين سيحملون غدًا راية الوطن بكل فخرٍ واعتزاز .