أخبار الأمن العام

خطاب العرش في افتتاح الدورة العادية يمثل مسار وبوصلة للحكومة والدولة خلال العام القادم والحياة البرلمانية في الأردن ليست حالة طارئة عابرة بل جزء من بنية الدولة وجزء من هيكلية الحكم

 

26-تشرين الأول

قال وزير الإعلام الأسبق ‏ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الصحفية الأردنية الرأي ‏الدكتور سميح المعايطة إننا عندما نتحدث عن مجلس النواب ‏العشرين فإننا نتحدث عن حوالي 80 عاما من عمر الحياة ‏البرلمانية كمجلس نواب ‏
وعندما نتحدث عن المجالس التشريعية فهي كانت في عهد ‏الإمارة الأولى في العشرينات حيث كان هناك قانون انتخاب ‏في الفترة بعد تأسيس الإمارة في عام 1921 وكان هناك ‏مجالس لم تكن تسمى مجلس نواب وإنما شكلت اللبنات ‏الأولى للحياة البرلمانية في الأردن ‏
وأكد أن الحياة البرلمانية في الأردن ليست حالة طارئة أو ‏على هامش مسار الدولة وإنما هي جزء من وصف الدولة ‏الأردنية في الدستور الأردني فهو نظام برلماني ملكي وراثي ‏وعمل البرلمان جزء من بنية الدولة وجزء من هيكلية الحكم ‏والدولة بشكل عام وليست حالة عابرة ‏
وأضاف أن البرلمان في الأردن وبالرغم من التقلبات ‏السياسية ومثال على ذلك بعد احتلال عام 1967 أصبح هناك ‏نوع من الانقطاع لفترات بسبب الظروف الموجودة ووجود ‏الضفة الغربية وكانت تتبع للأردن ثم خضعت للاحتلال كان ‏هناك ضرورات وظروف طارئة ولكن البرلمانات في الأردن ‏جزء من تكوين الدولة ومسارها وجزء من استقرارها مبينا ‏أن المؤسسة التشريعية عندما تكون مستقرة وتسير على ‏مدى عمر الدولة فهذا يكون دليل على استقرار الدولة ‏واستمرارها كما هي تعبير عن احترام الدولة ودستورها لحق ‏المواطن بأن يكون ممثليه في مجلس النواب أو بأي اسم كان ‏موجود به هذا المجلس فيكونوا جزء من صناعة القرار ‏الأردني وصناعة القرار في الدولة وهم أصحاب القرار في ‏التشريع وأصحاب القرار بإقرار وجود الحكومات أو عدمها ‏مبينا أن جلالة الملك يكلف شخصا ما بتشكيل الحكومة ولكن ‏من يقول لهذه الحكومة أن تبقى أو تذهب هو المجلس عن ‏طريق حجب الثقة أو منح الثقة كجزء من بنية الحياة ‏السياسية في الأردن ‏
وقال إن الحياة السياسية تطورت بشكل آخر بعد مسيرة ‏التحديث والقوانين التشريعية الجديدة والتعديلات الدستورية ‏التي تمت قبل سنوات قليلة حيث أن مجالس النواب تذهب ‏إلى بنية جديدة هي بنية الحياة الحزبية وهذا ما رأيناه في ‏الانتخابات الماضية عام 2024 حيث كان هناك نسبة من ‏أعضاء مجلس النواب قادمين عن طريق قوائم حزبية وفي ‏الانتخابات القادمة من المفترض أن تكون عام 2028 حيث ‏سيكون هناك زيادة في النسبة إلى حوالي النصف ممن ‏سيكونون قادمين من قوائم حزبية بحيث ستكون الأحزاب هي ‏من تشكل البرلمان وبالتالي ستذهب إلى تشكيل الحكومات ‏وهذا يدل على التطور في الحياة البرلمانية في كيفية بناء ‏مجلس النواب وهذا الأمر في تطور حتى نصل إلى ان تكون ‏أغلبيه البرلمان هي أغلبية حزبية ‏
وأكد أن خطبة العرش هي واحدة من الأعراف الدستورية ‏المهمة لافتتاح الدورة العادية ولكن جلالة الملك يعطي مسار ‏وبوصلة للحكومة والدولة خلال العام القادم أما اليوم من عام ‏إلى عام تكون الخطوة بخطبة العرش وأضاف أنه بحمد الله ‏أنه قبل أن يتم افتتاح هذه الدورة كان هناك وقف للعدوان ‏الاسرائيلي على غزة وطرح خطة الرئيس الأمريكي والأمور تذهب ‏للهدوء النسبي في غزة والمناطق الفلسطينية وهذا الأمر ‏يجعل مسار الدولة يذهب نحو الاهتمام بالشأن الداخلي بشكل ‏أكبر ولكن هذا لا يعني أن الأردن سيبتعد فالأردن قريب و ‏مساندته لجميع أشقائه في فلسطين وكل القضايا العربية ‏حاضرة في أجندة الدولة على مدى عقود ولكن استمرار ‏الحرب لمدة عامين في غزة كان يفرض أجندة وأولويات ‏على الدولة للعمل من أجل وقف العدوان والمساعدات ‏الإنسانية والعمل السياسي ولكن مع وجود الهدوء النسبي ‏سيكون حديث جلالة الملك بالإضافة للحديث عن الموقف ‏الأردني وما قدمه الأردن وعن رؤية الأردن لمستقبل القضية ‏الفلسطينية سيكون هناك توجيه للحكومة ومؤسسات الدولة ‏للذهاب باتجاه الأولويات المحلية أكثر ‏
وقال إن هذه الدورة مهمة جدا حيث سيكون فيها قوانين ‏وتشريعات مهمة على الصعيد العمل السياسي وقانون ‏الانتخاب وربما يكون هناك مراجعات لبعض الأمور ‏
وأكد ان جلالة الملك لديه رؤية في القضايا المختلفة ففي ‏الوقت الذي كان هناك ضجيج في موضوع غزة كان لدى ‏الأردن رؤية واضحة انه مع وقف العدوان على غزة ومع ‏إدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع ومع عدم تجزئ ‏القضية الفلسطينية فهي قضية شعب محتل وان الحل يجب أن ‏يكون حل سياسي يعطي للشعب الفلسطيني حقهم على ‏أرضهم بالإضافة إلى التحدي المتعلق بالضفة الغربية ‏والحديث الصهيوني عن ضم الضفة فهذا سيكون موجود على ‏الأجندة الأردنية وهناك موقف حازم من جلالة الملك وسنسمع ‏شيء بهذا الخصوص مبينا أن جلالة الملك يقدم مسار للدولة ‏خلال العام القادم وللحكومة والبرلمان وكأردنيين وتقديم ‏رؤية لما يجري في المنطقة خلال خطاب جلالته الذي يعتبر ‏خطاب موقف ونقاط محددة وبوصلة في كافة القضايا مؤكدا ‏ان جلالة الملك قريب من كل القضايا والموقف الأردني مهم ‏والرؤية الأردنية مهمة لنا كأردنيين لنفهم مسارنا القادم كما ‏هي مهمة للحكومة ولمجلس الأمة ‏