
6-تموز
ناقش فريق العمل البحثي المكون من باحثين أكاديميين وخبراء من جامعات أردنية ومبادرة درب الوئام ومؤسسات مجتمع مدني معنية بالشأن السياحي والثقافي الاسبوع الماضي في الكرك ، في لقاء علمي عقد مع رئيس بلدية الكرك الكبرى المهندس محمد المعايطة الخطوات الإجرائية الواجب انتهاجها لإطلاق مبادرات لتطوير مناطق مشارف الشام / المشرفة ومدين ومؤته وجوارها بمحافظة الكرك سياحيا و إبراز مواقعها الأثرية وارثها الثقافي والحضارات التي تعاقبت عليها ، وذلك استنادا المخرجات ملتقى تطوير جنوب المملكة تراثيا سياحيا .
وقال رئيس البلدية المهندس المعايطة تسجل للفريق البحثي الأكاديمي وجميع الجهات المشاركة في تطوير مناطق مشارف الشام في الكرك وجنوب المملكة جهودهم التطوعية الحثيثة والمثمرة والتي أسفرت على مدى الأعوام الماضية الكشف عن العديد من المواقع الأثرية والحقائق التاريخية المرتبطة بها وتثبيتها بالأدلة والبراهين المدعمة بالوثائق والمراجع التاريخية والشواهد على ارض الواقع والتي لا تترك مجالا للتأويل أو الشك ، ومنها اكتشاف وتوثيق حضارة مدين في الكرك ، ومنطقة المشيرفة / مشارف الشام ، التي نالت شرف تصنيع احد سيوف الرسول محمد صلى الله علية وسلم المعروف ب”السيف المشرفي وسور ادر وغيرها الكثير مع العمل بسعي دؤوب لوضع التوصيات لتطوير تلك المواقع ووضعها على الخارطة السياحية المحلية والعالمية .
وأشار المعايطة إلى ان تضافر جهود البلدية ووزارتي السياحة والثقافة ومؤسسات المجتمع المدني ومختلف المؤسسات الوطنية ، مع الفريق البحثي وجميع الجهات المتعاونة معه ، ضرورة لتطوير وتأهيل تلك المواقع واستثمارها بالشكل الأمثل بما يسهم في تنشيط الحركة السياحية والثقافية وتحقيق المنافع الاقتصادية المنشودة منها ، مؤكدا أهمية أبراز السردية الوطنية الأردنية وجزء منها سردية الكرك العابقة في التاريخ منذ ميشع المؤابي إلى تأسيس الإمارة حتى وقتنا الحاضر .
وابدي المعايطة استعداد البلدية لتطويع كافة خبراتها وإمكاناتها بما في ذلك التواصل مع مختلف المؤسسات الوطنية والقطاع الخاص لتنفيذ توصيات الفريق البحثي ، لافتا إلى أن جملة من تلك التوصيات ستبصر النور قريبا حيث ستعمل البلدية على توفير التمويل المالي من الجهات الوطنية الداعمة لنشر الأبحاث التي تم اعدادها في كتاب مع إمكانية الاستفادة من مشغل الحدادة في البلدية لصناعة نموذج من السيوف المشرفية لتستخدم كهدايا من خلال توفير المواد الخام والأدوات اللازمة وتأهيل الكوادر الفنية وتدريبها للخروج بنماذج متقنة الصنع ومطابقة للأصل .
وتابع أنه سيصار البحث في تشكيل لجنة لكتابة سردية الكرك التاريخية والوطنية والعمل على تأسيس مكتشف الكرك الالكتروني السياحي في البلدية واقامة معرض المقتنيات وصور مشارف الشام في الجاليري الثقافي التابع للبلدية ، والبحث في إمكانية الاستفادة من مياه بئر مدين باقامة مصنع مصغر لتعبئتها اذ يعد هذا الموقع من أهم المواقع التاريخية الدينية الذي ذكر في القرآن الكريم .
بدوره قال رئيس الفريق البحثي أستاذ علم الآثار في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد وهيب أن هذا اللقاء يأتي في اطر سعي الفريق المكون من باحثين اكاديمين من جامعات الهاشمية وآل البيت ومؤته بالتعاون مع مبادرة درب الوئام وجمعية سيدات مدين وعدد من المنتديات والجمعيات والهيئات الثقافية على المستوى الوطني لمتابعة مخرجات مؤتمر مشارف الشام الثالث الذي عقد مطلع العام الحالي في بلدة المشيرفة بمشاركة بلدية الكرك الكبرى والذي أعلن فيه اكتشاف وتوثيق مشارف الشام التاريخية في بلدة المشيرفة وجوارها مدين ومؤتة بمحافظة الكرك، والتي حظيت بتقنيات تصنيع السيوف المشرعية الحربية في العصور القديمة .
وبين ان نتائج البحث العلمي والمسوحات الأثرية، والدراسات الميدانية والنشر العلمي التي قام بها الفريق على مدى خمسة أعوام أثبتت ان حضارة مشارف الشام تشمل المشيرفة ومدين، ومؤتة وهي من بين أهم الحضارات الكبرى في تاريخ الشرق القديم ، وأكدت أنها مصدر للسيوف المشرفيه التي حملت اسمها وانتشرت في العالم العربي وقيل فيها العديد من القصائد الشعرية التي تمجد جودة صناعتها ومتانتها وقومتها باعتباره تراثا عربيا إسلاميا هاشميا ومن بينها أحد سيوف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المعروف ب”السيف المشرفي” والمحفوظ حاليا في متحف توبكاني بمدينة اسطنبول في تركيا .
وبين الدكتور وهيب ان مخرجات المؤتمر أوصت بإطلاق عدة مبادرات بالتشارك مع البلدية ومختلف الجهات الرسمية والأهلية ومنها المطالبة باستعادة سيف الرسول من تركيا وصنع نماذج من السيف المشرفي وتثبيت مصادر خامات الحديد في الكرك وجوارها ورسم مسار سياحي لبلدات مشارف الشام – المشيرفة وجوارها وربطها مع مقامات الصحابة الاجلاء , وإجراء دراسات لمناطق المرد و المسن ، مدين مؤته سول، نشينش و اللجون وأريحا وتوفير النشرات السياحيه عنها.
وأضاف تشمل المبادرات كذلك قيام البلدية بإنشاء متحف مشارف الشام وتأسيس برنامج مستكشف الكرك الالكتروني السياحي واقامة مهرجان مشارف الشام – صيف الشام ( رحلة الشتاء والصيف وإعادة إحياء مهنة صنعة السيوف المشرفية في البلدة باقامة مصنع مرخص لصناعاتها للتقدم كهدايا تذكاريه في المناسبات العامة ولتشجيع المواطنين على اقتنائها كتحفة تراثية، إضافة إلى إقامة نصب لسيف الرسول في الكرك وإقامة مركز زوار يضم ركنا ثقافيا لعرض السيوف المشرفية وإطلاق جائزة مشارف الشام الاردنية لتنمية اقتصاديات السياحة كصناعة مستقبليه.
ومن التوصيات أيضا كما عرضها الدكتور وهيب تبني مبادرات التطوير السياحي بالتعاون مع القطاع الخاص لإحياء بعض المباني القديمة وتطوير سور ادر الطويل بالتعاون مع المدينة الصناعية وحل لغز السرابيط مثال سربوط ادر والإفادة من اقتصادياتها، إلى جانب وضع أفاق ورؤيا مستقبلية لمسارات مشارف الشام وجوارها لربطها مع مادبا عبر وادي الموجب وربط الكرك في ضوء اكتشاف مدين شعيب بكل من مادبا والبلقاء والترويج للسياحة مثلث الحضارات البائدة ( مدين شعيب . ديار لوط اصحاب الايكه ( إضافة الى الاستمار باعمال التوثيق العلمي لمنطقة مشارف الشام والبحث عن موقع السيوف الأريحية في منطقة أريحا شمال الكرك التي ورد ذكرها لدى عدد من المؤرخين
وتحدثت الباحثة والاعلامية الدكتورة جمانه دويكات والدكتور عبد العزيز محمود من جامعة ال البيت عن اهمية التركيز على السردية التاريخية والوطنية للكرك وتطوير المسارات السياحية في منطقة المشارف وربطها مع بالمواقع السياحية الأخرى في المحافظة والمملكة و وضعها على خارطة السياحة المحلية والعالمية والنهوض بالخدمات السياحية وتشجيع الصناعات الحرفية السياحية والثقافية لاستقطاب الافواج السياحية وتنمية المجتمعات المحلية .
ونوهت رئيسة جمعية مدين الخيرية هنية البيايضة ومحمد الضمور من المجتمع المحلي بجهود الفريق البحثي في اكتشاف وتوثيق العديد من الحضارات في الكرك ومنها حضارة مدين على ارض الاردن ومركزها بلدة مدين ومشارف الشام وحضاراتها واكدا ان محافظة الكرك تمتلك ثروة سياحية زاخرة ومن هنا أهمية يتوجب العناية بها وتطويرها وتعزيز افاق السياحة الثقافية والتراثية بوضع خطط استراتيجية سياحية قابلة للتنفيذ ودمجها في ثقافة المجتمع .
